القاهرة- حمدي الحسيني- إسلام أون لاين.نت/ 21-3-2003
قوات الأمن تعتقل متظاهرا بعد إصابته
تدفق آلاف المواطنين المصريين من مختلف أحياء القاهرة والمحافظات للمشاركة في صلاة الجمعة بالأزهر الشريف والتظاهر داخل الجامع الأزهر بناء على دعوة اللجان الشعبية لمناصرة الشعبين العراقي والفلسطيني.
وبمجرد انتهاء الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الجامع الأزهر من الصلاة انطلق المصلون في هتافات مدوية: "بالروح.. بالدم.. نفديك يا إسلام"، وتقدموا إلى موقع الشيخ وطالبوه بأن يعلن بطريقة واضحة لكل المسلمين في كل أنحاء العالم بأن الجهاد أصبح مفروضا في هذه الظروف.
وحرص شيخ الأزهر في خطبة الجمعة على الاكتفاء بتأكيد أن الجهاد ضد القوات المعتدية على ديار المسلمين أمر واجب، وتجنب تسمية الولايات المتحدة بالاسم.
وقال الدكتور طنطاوي: "إن كل من يدافع عن أرضه ضد الأعداء ويموت فهو شهيد، ويحشر يوم القيامة مع الصديقين".
وحاول آلاف المصلين الذين احتشدوا في صحن الجامع الأزهر الخروج إلى الشارع متجهين إلى ميدان التحرير لاستكمال "انتفاضة التحرير" التي بدأت صباح الخميس 20-3-2003، لكن قوى الأمن التي طوقت المكان بكثافة ضخمة حالت دون خروجهم وأغلقت الأبواب الرئيسية للأزهر.
وعلى الرغم من ذلك تمكنت مجموعة ضخمة من المتظاهرين من الخروج، حيث طاردتهم قوات الأمن بالهراوات والعصي، وعندما فشلت في ردهم إلى داخل الأزهر أطلقت قنبلة مسيلة للدموع فتفرق المتظاهرون وسقط بعضهم على الأرض بفعل تأثير الغاز.
وبالرغم من إغلاق قوات الأمن الشوارع أمام المتظاهرين فإنهم نجحوا في التسلل عبر الشوارع الجانبية، حتى وصلوا لميدان التحرير وأدوا صلاة العصر في حديقة ميدان التحرير وعادوا للتظاهر الذي بدءوه الخميس 20-3-2003، متحدين كل محاولات قوات الأمن لتفريقهم.
واستخدمت قوات الأمن خراطيم المياه والهراوات في تفريق المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة 6 منهم بجروح، فيما اعتقلت نحو 20 من المتظاهرين خاصة بعد أن تم إحراق سيارة تابعة لقوات الأمن المتمركزة بالميدان.
دعوة للتوحد
قوات الأمن المصرية تهاجم المتظاهرين بالهراوات
وحرصت رموز القوى الحزبية والسياسية على المشاركة في صلاة الجمعة بالأزهر والتظاهر مع جموع المصريين. وقال المهندس إبراهيم شكري رئيس حزب العمل المجمد لشبكة "إسلام أون لاين.نت": "إن كل من يساعد الأمريكان في اعتدائهم على العراق أو غيرها من ديار المسلمين يجب أن نسقطه من حساباتنا ويعتبر خائنا لدينه ووطنه".
ودعا شكري كافة المسلمين للتوحد، موضحا أن "الإسلام هو الهدف الرئيسي لهذه الهجمة الصهيونية الأمريكية".
أما ضياء الدين داود رئيس الحزب الناصري فقد خطب في الأزهر وسط المتظاهرين قائلا: "إن عدونا الحقيقي هو إدارة الولايات المتحدة الأمريكية، ويجب على العرب جميعا وقف تعاونهم مع هذه الدولة التي تعادينا وتحاول النيل من كرامتنا في صورة العراق".
من جانبه قال عبد العزيز الحسيني عضو اللجنة الشعبية لدعم الشعبين الفلسطيني والعراقي: إن المظاهرات مستمرة من الأزهر إلى ميدان التحرير، وإن السبت 22-3-2003 سيكون يوما عالميا للاحتجاج على العدوان. مشيرا إلى أنه جرت اتصالات بين أعضاء اللجان الشعبية ومعارضة العولمة في العالم لتنظيم مظاهرات في كل العواصم الكبرى تطالب بمنع السفن من المرور في قناة السويس ومقاطعة الطائرات الأمريكية في مطارات العالم.
وكان عشرات السيدات قد تجمعن وسط صحن الأزهر، وقالت نور الهدى زكي (صحفية بجريدة العربي) والتي كانت ضمن المشاركات في المظاهرة: "على المرأة العربية والمسلمة أن تقاطع كل السلع البريطانية والأمريكية بجانب الإسرائيلية".
متظاهرون بالأزهر
وقاطعت سيدة حديث الصحفية المصرية قائلة بانفعال: "إشمعنى صدام يعني بيعملوا فيه كده، ما هو شارون بيقتل الشباب بالجرافات يوميا ولا حدّ بيكلمه ولا يعتدي على من هم أمثاله من الإسرائيليين... ومعظم الحكام العرب زي صدام وربما يكون هو أفضل شوية".
وتتدخل مروة (طالبة) وتقول: حضرت للأزهر للتعبير عن خوفي على مصر من أن يحدث لها كما حدث للعراق، ولكن كنت أتمنى أن يتركنا الأمن للتظاهر بدون خراطيم المياه والضرب لأننا جميعا نخاف على بلدنا ولا يجرؤ أحد على تكسير الممتلكات.